
ألمها يندفع من أعماق الروح وأقاصي المخيّلة بروح عاصفة ضاريّة تصبو إلى أن يوقفها ويسألها
- لم الألم ؟
يسألها وهي في ذروة تفتيت الأضلع خشية أن تفر من عينيها دمعة فقد بكت بما فيه الكفاية حتى صارت دموعها تلوينا على الخد فقط ، يسألها قبل أن يبدأ تفتيت الصدر بصوت أشبه بصوت تقطيع الورق في سلة المهملات حيث لا تأخذ سوى جزءا من الثانية لتذهب بلا رجعة .. تقبض على أنفاسها في تجليات خالصة تشعّ بها اللغة من قلب الأصابع التي تضجّ بالحياة وهي تبحث بنصف انحراف في الهواء مشلولة إلا من همّه الدفاع عن روحها بعيداً عن أية مساومة .. لا ريق .. ولا آهة .. كل شيء فيها جاف كخشب بارد يقاوم نخر القدم في مخزن مهجور لاشيء يجعله يشعر بقيمته إلا عود ثقاب
- ما بك ؟
ليشتعل .. فيؤدي مهمته في إشاعة الدفء.. فألمها مهيب في خياله، حارق في صمته... لكن الأبهى أن ألمها حين يثور كبركان أيسلندا إنما هو إشعار للآخر بهزيمتها .... فالهزيمة لديها تولّد الطموح، والمعاناة تؤدي إلى مزيد من الثبات والصمود ....هي تطرح ألمها لمن لا يفقهه لإضافة صفحة جديدة في حياتها من مجلد الوفاء الذي بدأت تأليفه منذ سنوات ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق