http://www।metacafe.com/watch/1889315//
بوابة الروح
حين يحدثونها عنك ينصت عقلها كي يصطاد منهم كلمة تجعلها تكرهك ..
ينصت قلبها كي يتحسس كلمة همست لها بأنها لازلت بذاكرتك
لكن غيابك توقف في الصمت ..
ومعه صارت الدنيا سكوت
ونبض قلبها .. برقية مسافرة تتساءل .. هل يعقل هذا الغياب ؟
بكت حتى احترقت قناديل المدن
وتعثرت في رمشها المبلل بزيت السهر
ومع الوقت دخلت في نوبة صمت واسترخاء
لتغادر روحها بلا استئذان...
الى حيث لا تجدك بحثا عنك في كلمات الآخرين
في أحاديثهم العابرة
في وجوه من لا تعرفهم
فللغرباء لغة غير متحفظة وربما يسقط اسمك بين كلماتهم
فتنبت زهور الحياة في قفص صدرها
كئيبة هي الدنيا بدونك ...
كلنا يعرف ماهية لفظة «يتم» «فاليتم» في القاموس العربي هو الذي فقد والديه أو أحدهما. وفي عرف الشعراء والمتأدبين «ان اليتيم يتيم العلم والأدب» وعبر الزمن أخذ اليتيم معنى سطحيا في مفهوم الجماعة وهو الفقد كما قلنا للوالدين أو لأحدهما. ومع الوقت ركنت اللفظة وأصبحت العين تعبرها والاذان تتجاوزها، وكما تركن الأشياء وتستهلك.. استهلكت اللفظة واضمحل أثر معناها وبالتالي توارت هيبتها.. وقست قلوب الناس إلى درجة ان كلمة «يتم» لا تمس الوجدان بالقدر الذي تستحقه.. ولن أخوض في موضوع «اليتم» بقدر ما سأعرض تساؤلاً بسيطاً على كل من يملك حسا خاصا نحو أشيائه البسيطة التي تنبهه لو اعتنى بها إلى اكتشاف أعماقه المغيبة حتى عند ذاته هو.. ذاته اليتيمة منه.. اللاشعور الخفي القابع في ظلماته التي استهلكتها أضواء الصحو وايقاع الركض اليومي ومن هذه الأشياء البسيطة «اللحاف» الذي يلف التعب من ارتعاشات الغفوة الأولى وقت الدخول إلى ظلمات الموت الصغير وكسر كل قيود عالم الصحو وقاموسه الذي يشمل روتين المنزل وشغب الشارع وضغط العمل.. ففي تلك اللحظات المستورة عن عين الرقيب البشري.. تتجلى صورة النفس التي بين اضلعك وتأخذ مساراً آخر.. قد يختلف من شخص لآخر ولكن الامتياز يتمحور في كيفية القبض على اللحظة.. تلك الجوهرة التي لا يعرفها الكثير.. وبدء امتلاكها وقت ان تدخل جسدك في قلب اللحاف.. ولعل القلة من البشر هم الذين يتعلقون بتلك القطعة من الاثاث وهؤلاء القلة يرفعونها إلى مستوى المؤنس فوق العادة بل انه العضد والصوت الهامس الذي يستنهض ما ركد من مشاعر عبر اليوم أو حتى خلال أشهر أو سنوات فتختلط الذكريات بالآلام.. والامنيات بالمستحيل.. والجوع بالشبع والمرض بالرضا وتتداعى الأصوات الحاضرة بالتي ذهبت.. وكلما تجمهرت جحافل جمال ايامك بعذاباتك.. ازددت ضعفاً فتتدثر «باللحاف» الشيء الذي يأخذ من الجو المحيط حالته ومنك طباعك. وأول شيء ستتعلمه من أشيائك التي تستخدمها هي لغة الانصات إلى نفسك وإلى داخلك متحللاً من كل عوامل التعرية الخارجية.. وستتعرف إلى الآخرين بتركيز وهدوء بعيداً عن التوتر باستعادتك للأحاديث الجانبية التي تهمشها في واقعك الحي.. فتنطلق باحثاً عن نفسك بين العوالم والأشياء التي تعتقد انك تملكها بينما هي تملكك.. ستجد انك من أولئك الذين يشدون اللحاف إلى أجسادهم بقوة.. أو من أولئك الذين يتلمسون برودته محاولين اخفاء نار أجسادهم وحرارة أقدامهم.. بل ربما لاحظت انك تلفه حولك قابضاً عليه من كل الاتجاهات وأدنى حركة قد تجعلك تعتقد ان جزءاً منك عار منه فتعيد لف جسدك المرة تلو المرة بقلق لا يهدأ.. وآخرون قد يقذفون «باللحاف» بعصبية تحت أقدامهم.. وأولئك هم الذين لا يستحقون المساعدة حتى من قطعة أثاث يملكونها.. انها لحظات مهما اختلفت طبائع البشر المحسن والمسيء الطيب والشرير لابد ستنتابهم ورغماً عن ذلك هم مختلفون. إذ من المحتمل ان تكتشف ذاتك والآخرين وبمجرد ان تصحو تنسى كل وصايا اللحاف.. والبعض يكتشف نفسه كل يوم لكن يدس صوره المكتشفة أيضاً في اللحاف على أمل ان يجد صوراً أخرى أجمل.. وآخرون قد يعدون ما يحدث هاجساً.. أي موقفاً وانتهى فلا يعني لهم أكثر من.. لو أني فعلت كذا ولم أفعل كذا والمصيبة لو اكتشفت انك حمار. لم تفكر يوماً في أجمل الأشياء في حياتك البسيطة «لحافك» الذي يستر عورات النوم.. فأنت وللأسف «يتيم» ومهما كنت فستموت يوماً ميتة غبراء.. وعليك وعلينا السلام
تعد منطقة المشرق العربي القديم (بلاد الرافدين = بلاد الشام وادي النيل شبه الجزيرة العربية) المهد الأول للحضارة البشرية، فهنا عرف الإنسان ولأول مرة في حياته الزراعة والاستقرار، وبناء البيوت وتشييد القرى والمدن واحاطتها بالأسوار وصناعة الفخار، والمعادن والكتابة، ثم الأبجدية إلى غير ما هنالك من إنجازات رائعة كانت اللبنات الأولى في بناء صرح الحضارة الإنسانية. وقد تحققت هذه الإنجازات نتيجة تضافر جهود الرجل والمرأة التي يظهر دورها واضحاً منذ عصور ما قبل الكتابة (ما قبل ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد) إذن أدت ظروف الحياة السائدة آنذاك وقيام المرأة بدور بارز في الحياتين الاجتماعية والاقتصادية إلى اعتبارها الأم الأولى التي تمنح الإنسان الخصب والحياة والخير فظهر تقديس الأم كرمز لدور المرأة الأساس في الحياة. وقد عثر علماء الآثار على الكثير من التماثيل الطينية الصغيرة لرمز الأم في العديد من المواقع القديمة في بلاد الشام وبلاد الرافدين ووادي النيل. ويظهر دور المرأة بشكل أوضح في العصور التاريخية (أي في العصور التي تلت اختراع الكتاب بعد العام 3000 قبل الميلاد) فتذكر النصوص المكتوبة أسماء نساء لعبن دوراً مهماً في المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وتبرز (عشتار وايزيس على سبيل المثال) والكاهنات وسيدات الأعمال، وزوجات بعض الملوك وأمهاتهم، وأيضاً الملكات اللاتي يتقلدن السلطة وزمام الأمور، حتى في الممالك والإمبراطوريات الكبرى التي عرفها المشرق العربي القديم. ومن أشهر الأسماء في هذا المجال «سمورامات» ملكة الإمبراطورية الأشورية الحديثة (811 806ق.م) التي عرفها الإغريق باسم «سمير أميس»، ونسجوا عنها نتيجة لشهرتها أسطورة شاعت في كل أنحاء العالم القديم. و«حتشبسوت» ملكة الإمبراطورية المصرية الحديثة (14901468ق.م) التي عاشت مصر في عهدها فترة من أزهى فترات تاريخها القديم.. و«نفرتيتي» زوجة الفرعون الموحد اخناتون، وهنالك أسماء أخرى كثيرة سواء في ذلك الماضي البعيد، أو في الفترة السابقة لظهور الإسلام «كزنوبيا» ملك تدمر مثلاً.. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على تطور حضاري كبير عاشته المنطقة العربية في تلك العصور الموغلة في القِدم التي لم تعرف التمييز بين الرجل والمرأة، ويدل أيضاً على الحقوق والامتيازات الكبيرة التي كانت المرأة تتمتع بها والتي ضمنتها لها القوانين المعروفة كقانون «أورنامو وقانون حمورابي» وغيرها. الأمر الذي مكّنها من البروز والمساهمة الفعالة في بناء الدولة والمجتمع.
أسئلة البدايات والنهايات من يفك شفرتها من يدخل إلى تلك الخصوصية التي تجمع ما بين الأصالة والفرادة فلا نملك إلا أن نتنهد على زمن ولى ومضى.. وأنت تمشي على شاطئ البحر في مدينة جدة.. (اللفة بعشرة ريال)، (اللفة بعشرة ريال) لا نستطيع مقاومة نظرة حزينة من عينيه المنكسرتين ونحن لا نملك من المال ما يجعلنا نشبع نشوة العشق له بداخلنا وإن توفر المال لشرائه.. فأين نضعه.. وكيف نؤمن الفارس والمدرب لهذا الكائن العبقري.. وإن وجدت تلك الإمكانيات، هل نبقيه سجينا كطائر الزينة، وإن لم يحدث وامتطينا صهوته وسرنا به في شوارع مدينتنا.. فهل سنتخيل نظرات الذين نسوه وغيبوه في الذاكرة، حتما سيشيرون نحوك من سياراتهم الفخمة بعجب قائلين، مجنون فُكت الشفرة... نعم.كأننا نحن العامة الذين لا نملك (الجنائن) الواسعة التي تطرزها الاصطبلات الفخمة، نسينا، وتسللت الى الذاكرة البعيدة هيبة وجموح ذلك الكائن الجميل وحين نجلس مع أولادنا ونحاورهم بسؤال بسيط ونحن نفتح وننشر بين أيديهم صوراً مبعثرة..* هذه صور خيل تأملوها..!تصوروا ردة الفعل، لا شيء سوى ما علق في أذهانهم من صور ومشاهد من خلال دروس التاريخ البسيطة أو مشاهد عابرة على شاشات التلفزيون أو تخيلات قاصرة لا تستوقفهم..ولعل مصدر هذا التساؤل ما بيني وبين أولادي ما أثارته إحدى الفضائيات في نفسي ذات مساء بعد الثالثة فجراً في لحظات الخلود مع النفس والتوحد بما يكفي لنتنهد تعباً بيد تتحرك بين القنوات بحثاً عن شيء لا تدري ما هو.. فجأة ظهرت على الشاشة الفضية، خيول جامحة تتراكض على الجليد، اشتعل الكائن النائم في داخلي... * الله.. خيول تتراقص خيلاء على الجليد.. اهتز قلبي كأنما صحراء العرب خلت.. وامتدت صحراء بلادي في شريط أمامي.. صحراء تقلب الريح رملها بحصاها بحوافر خيلها الغائب الذي لا يغيب الخيل المسومة التي تعلوها أجساد الرجال بما تغنى به المتنبي:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والقرطاس والقلم
لنسأل أنفسنا.. من منا وقف متأملا وعاشقا أمام خيل أو فرس وفطن إلى أن نفسه تموج أمام هيبة هذا الكائن العبقري الذي نشعر ونحن أمامه بالتداعي وكأنما التاريخ حكاية شعبية مكتوبة بين عينيه فلا نقف عند حدود التسجيل لما قد يتداعى في الخاطر من شوق وعبر وحكايات عن الليل والخيل وقصائد الرعاة والصحراء والريح والصمت إذ قد تنتشي النفس إلى حد الاندماج والذوبان كما روي عن أحد الخيالة حين يذكر أنه لشدة علاقته بفرسه، يشعر أن ساقيه تلتحمان وتتحدان بجسد الفرس حتى كأنهما جسد واحد متحد عضوياً وكأن ساقيه جزء من جسد الفرس.. وأردف ولو أتيح لهذا الفرس أن ينطق لقال هذا.. ولا غرابة إن كان هذا الاتحاد بين حبيبين لكن حين يكون بين إنسان وحيوان اندماج حتى لكأنهما إنسان واحد ومخلوق
جديد.. فهذا تجسيد لحميمية العلاقة بين الإنسان والخيل، فالعلاقة بين الفارس وخيله علاقة تفوق العشق ولنا في فرس امرىء القيس وقفات ونشيد حال ارتباط ما بين شاعر وفرسه.. فارس وفرسه.. صياد وصيده علاقة تخلق توتراً ذا دلالة ترقى بالخيال إلى الشعور بالقداسة والعنفوان في علاقة الفارس بفرسه في صورة مشاغبة.
وقد اغتدي والطير في وكناتها
بمنجرد قيد لأوابد هيكل
وكأن الفرس مربوط بصيده فلا بد أن يصله ويستحوذ عليه والأوابد هي الصخور وكأن الصيد مربوط بالصخر المربوط بالفرس ذاته صورة فيها من المرونة واللياقة ما يجعلك تشفق على الصيد نفسه من قوة وعنفوان هذا الفرس ولعلني رأيت وأنا أقفز من فوق المقعد المقابل للتلفزيون، جنونا بخيل الجليد، ولّد في النفس مشهداً داخلياً رأى في لحظة تجل خيال امرىء القيس فوق فرسه، وعيون رجل من زمني الحاضر أضفيت عليه ملامح امرىء القيس، وجهه الملوكي وشعره الأسود الكث وتجهمه، لكني لا أعرف له خيلاً ولا فرساً كفرس امرىء القيس ولم أجده في صحراء بلادي يمتطي خيلا ويلقي السلام على معشوقته وهو على عجل لكنه كامرىء القيس من سلالة واحدة جوهراً وبنيه رمزاً وايحاءً لأخلاق الفارس وصفاته من نبل وشهامة وإقدام وشجاعة وأثرة فنقلت صوب الحرية صوب ذلك الرمز الذي يتميز بجمال الشكل وحسن السمت وطول الصمت عند كلمته فالكلمة كلمة واحدة لأن الفارس لا ينطقها إلا من برنامج العقل والوعد وعد فالحرّ عند وعده وعند خياره فإذا اختار فخياره مسئوليته بمحاسنه وعيوبه فالفارس النبيل لا يتراجع من منتصف الطريق ولا يحاكم الآخرين غيابيا ولا يخضعهم لاختبارات لمجرد تصيد عيوبهم، سمته الإقدام مهما كانت النتائج وقوته في أن يعيش لغيره أكثر مما يعيش لنفسه، ففارس زمني الجميل قد لا يكون امرأ القيس أو المهلهل أو كليباً أو خالد بن الوليد ولكنه احساس يصلك بأنه فارس من الفرسان القدامى فارس الزمن الجميل بأدوات اليوم وبإحساس ومشاعر اليوم فالقاسم المشترك بين الفارس القديم وبينه هي الاخلاقيات وليس الشكل والأدوات كالليل والسيف والقرطاس والقلم.
أساسات ثابتة لا تهتز ولا تميل ويكون سعيداً بل في قمة سعادته فعمله معجزة وسط هذه الأجواء العصرية الكئيبة وأجواء الحسد والغيرة والمنافسة إذن الفارس في صحراء بلادي لا يزال عفياً حراً ولكن كما قلنا بأدوات أخرى ولكن يبقى التساؤل الجارح، أين الفرس، هل أصبحت مجرد زينة واصطبلات فخمة للتباهي والفرجة وصحراؤنا خلاء، مجرد صحراء وراء صحراء، وصحراء بلا خيل جحيم، وخيل الجليد، زحف بي نحو ذاكرة صحراء خلت من خيلها الذي يتراكض فوق جليد الغرباء، عجبت من طاقات هذا الكائن الذي خلعت عليه العرب أوصافا اسطورية ولم تكن تبالغ فلديه من الطاقات ما جعلنا نرى ان العرب لم تبالغ، ها هو يتراكض فوق الجليد فوق صقيع تلك البلاد الغريبة ولنا ان نعض أصبع الندم فكم من اشياء سُلبت منا ونحن عنها في غفلة والآخر عن عمد استطاع أن يستلها حتى سلبنا أغلى رمز في حياة العرب